الثلاثاء، 23 مارس 2010

سيناريوهات جلسة التصويت


الدستور الكويتي كفل للنائب مسائلة الوزير إلى ابعد مستوى وكفل حق الاستجواب بصفة شرعية ودستورية للنائب وهو حق مكتسب له ، ولا يختلف اثنان على ان لكل نائب أجندة وأهداف يسعى اليها للحفاظ على لمعان بريقه كالصحن المغسول ويحافظ على كرسي العز الأخضر ، استجواباتنا اليوم أصبحت حرب بين طرفين كل طرف يحشد جيشه وعتاده من أسلحة وجمهور لمواجهة الطرف الثاني ، وبعيد عن واقعية الاستجواب من عدمه كحق مكتسب إلى إن استعماله أصبح سلاح للنائب والوقوف مع الاستجواب والمستجوب أصبح درع واقي للنائب ضد صدمات الناخبين ، لان في يومنا هذا أصبح المستجوب فارس المجلس والذي يقف مع المستجوب ويصوت ضد الوزير هذا أيضا جندي مغوار ، وقبل جلسة التصويت خلال الايام والساعات التي تسبق الجلسة تبرز حرب اسميها حرب التلاعب بالاعصاب من خلال التصاريح والتوبيخات حول نتيجة التصويت التي ستنتج عنها الجلسة غدا وهذه احدى السيناريوهات التي نعيشها الآن ، وفي الحرب هناك حرب إعلامية للتشويش على اتصالات وأهداف الطرف الثاني وإضعاف حلفائه ، واليوم نشاهد نفس هذا السيناريو موجود قبل جلسة التصويت على طرح الثقة من خلال الاخبار والشائعات حول من سيصوت مع أو ضد الوزير .
اعتقد ان كل نائب اليوم يعيش في أزمة فكرية ، إلا ما ندر من النواب الذين يتميزون بخط واضح ولا يتأثرون بالضغوطات ، واليوم أصبحت مسألة التصويت مع طرح الثقة لها حسابات عديدة في مخ النائب فمثلا هناك نواب سيصوتون لتصفية الحسابات وهناك بعض النواب سيصوت لانه لا يطيق هذا الوزير بمعنى لو عينوه وزير في كوكب زحل راح يلحقه لي هناك عشان يستجوبه لانه ما يواطنه ، وطبعا هناك نواب على قولت المثل مع الخيل يا شقرا وياهم وياهم عليهم عليهم ! وهناك ايضاً نوع غريب وعجيب وهم نواب المعاملات الذين يصوبون تصويتهم للوزير ليسقطونه لأنه معلق معاملاتهم ومسكر الدريشه !!

قال النائب مسلم البراك في تصريح له " لن تنجوا يا العبدالله سياسيا وان نجوت من طرح الثقة " .... !! تصريح غريب ونفهم من هذا التصريح ان البراك ضامن بقاء العبدالله بالحكومة وان استجواب العبدالله ما هو إلا معركة لا نزال في بدايتها ..