الأربعاء، 13 مارس 2013

صفو النفوس لتعود درة الخليج ..

التلاحم والتراحم والتآلف هي صفة فطرية في شعب سطرت الكتب والروايات المكتوبة والمسموعة تاريخه بأحرف من ذهب ، جميع العوامل التي ساهمت في تلاحم ابناء الكويت نتجت عن صناعة ريادة كويتية في مختلف المجالات في الاقتصاد والتنمية والتعليم والرياضة والفن والاعلام والسياحة والثقافة والادب ، حتى جعل ابناء الكويت بمختلف اطيافهم "الحضري والقبلي والسني والشيعي" الكويت في مقدمة الدول وفي مصاف الدول المتقدمة في تلك الحقبة . نهضة الكويت منذ الخمسينات وحتى اواخر الثمانينات كانت هي نتاج تلك الارواح التي رحلت وخلدت لنا كويت ننعم بخيراتها فضلاً من الله ثم من رجالا رحلت ارواحهم وتخلدت نفوسهم الطيبه و "السمحه" ، اللغز في تلك الحقبة ليس صعباً حله بل هناك معطيات توفرت في كويت الماضي جعلت منها "درة الخليج" ، تجمعت النفوس الصافية مع الإخلاص والعمل والخدمه من اجل الكويت أولا وشعبها ثانياً ، التراحم والتلاحم كان صاطعا نوره بين الشعب وحكامهم والذود عنهم بالمال والدم والروح ، كان أهل الكويت وحكامهم مثل أصابع اليد الواحدة يلتقون في يد واحده وما ان تفقد أحدهم تعجز اليد عن الحركة الطبيعية ، فكان يعامل الحاكم شعبه كالأب لأبناءه الذين يبادلونه بخالص الوفاء والاحترام ، بل وانه لا يتدخل بين امور الناس وكان يأخذ برأيهم ومشورتهم بكل ثقة ، ولكن ماذا حدث في يومنا هذا ؟ كما ذكرت في مقدمة مقالي ، ان نهضة الدول والشعوب هي معادلة تحتاج لعوامل مساعدة ، صفاء وصدق النفوس وأيضاً الإخلاص بالعمل والوفاء ، تلك العوامل فقدنا جزء كبير منها في هذه الحقبة من تاريخنا ، شابت النفوس وساءت المواقف و قُتل الوفاء والإخلاص عند البعض ، كل تلك الأمور هي السبب الرئيسي في تراجع الكويت ، وازماتنا المتكررة سببها ليس في حكومات متعاقبة تتوالى فيها الأسماء ، وليس في مجالس امه متعاقبة اشمأز الشعب من أسماءها ، بل هي تباعد النفوس والقلوب والتخالف والتشاحن وطغى حب النفس والأنا على حب الأرض ، علينا بمعالجة انفسنا لتنحل جميع ازماتنا ، علينا العوده لزمن التعايش والتراحم والعمل من اجل الكويت أولا والجميع ، دعونا نصفي النفوس ليعيش السني مجاورا لأخيه الشيعي ، البدوي مجاوراً الحضري ، دعونا نقتل حشرات الفتنة والعنصرية واصحاب العقول المريضة المندسين الذي يرون انهم أعلى من الكويت وشعبها وان الكويت مُلكاً لهم ، علاج هذه الفئة التي تعيش بيننا وقد نجالسها وتظهر مالا يخفيه باطنها هو التلاحم والإخلاص بالعمل لهذه الأرض ، حينها ستحل جميع مشاكلنا وازماتنا وستنهض كويتنا من جديد . علينا بعلاج انفسنا ، فالكويت بصحة وعافية ولكن علينا معالجة امراضنا التي تتحمل الكويت آثارها .