سيناريوهات جلسة التصويت

الدستور الكويتي كفل للنائب مسائلة الوزير إلى ابعد مستوى وكفل حق الاستجواب بصفة شرعية ودستورية للنائب وهو حق مكتسب له ، ولا يختلف اثنان على ان لكل نائب أجندة وأهداف يسعى اليها للحفاظ على لمعان بريقه كالصحن المغسول ويحافظ على كرسي العز الأخضر ، استجواباتنا اليوم أصبحت حرب بين طرفين كل طرف يحشد جيشه وعتاده من أسلحة وجمهور لمواجهة الطرف الثاني ، وبعيد عن واقعية الاستجواب من عدمه كحق مكتسب إلى إن استعماله أصبح سلاح للنائب والوقوف مع الاستجواب والمستجوب أصبح درع واقي للنائب ضد صدمات الناخبين ، لان في يومنا هذا أصبح المستجوب فارس المجلس والذي يقف مع المستجوب ويصوت ضد الوزير هذا أيضا جندي مغوار ، وقبل جلسة التصويت خلال الايام والساعات التي تسبق الجلسة تبرز حرب اسميها حرب التلاعب بالاعصاب من خلال التصاريح والتوبيخات حول نتيجة التصويت التي ستنتج عنها الجلسة غدا وهذه احدى السيناريوهات التي نعيشها الآن ، وفي الحرب هناك حرب إعلامية للتشويش على اتصالات وأهداف الطرف الثاني وإضعاف حلفائه ، واليوم نشاهد نفس هذا السيناريو موجود قبل جلسة التصويت على طرح الثقة من خلال الاخبار والشائعات حول من سيصوت مع أو ضد الوزير .
اعتقد ان كل نائب اليوم يعيش في أزمة فكرية ، إلا ما ندر من النواب الذين يتميزون بخط واضح ولا يتأثرون بالضغوطات ، واليوم أصبحت مسألة التصويت مع طرح الثقة لها حسابات عديدة في مخ النائب فمثلا هناك نواب سيصوتون لتصفية الحسابات وهناك بعض النواب سيصوت لانه لا يطيق هذا الوزير بمعنى لو عينوه وزير في كوكب زحل راح يلحقه لي هناك عشان يستجوبه لانه ما يواطنه ، وطبعا هناك نواب على قولت المثل مع الخيل يا شقرا وياهم وياهم عليهم عليهم ! وهناك ايضاً نوع غريب وعجيب وهم نواب المعاملات الذين يصوبون تصويتهم للوزير ليسقطونه لأنه معلق معاملاتهم ومسكر الدريشه !!

قال النائب مسلم البراك في تصريح له " لن تنجوا يا العبدالله سياسيا وان نجوت من طرح الثقة " .... !! تصريح غريب ونفهم من هذا التصريح ان البراك ضامن بقاء العبدالله بالحكومة وان استجواب العبدالله ما هو إلا معركة لا نزال في بدايتها ..

عَودَه من بَيروت ..

عدت إلى ارض الكويت الغالية بعد اجازة مدتها سبعة ايام انقضت في بيروت بعيدا عن الاجواء السياسية المحلية التي باعتقادي اصبحت معتادة ولا حديث سياسي في الكويت غير استجواب وصعود المنصة وتصويت على طرح الثقة ، لم تكن زيارتي الاولى للبنان ولم تكن الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة فمن تطئ قدمه على ارض بيروت طبيعي سيعشق هذه الارض لجمالها ويأتيها للمره العاشرة ، في بيروت وعندما قابلت بعض الاشقاء اللبنانيين تبادلنا الحديث حول شؤونهم السياسية المحلية والخارجية وكنا دائما ما نقارن في حديثنا بين الكويت ولبنان كنسيج طائفي وعرقي وحزبي وايضاً الحياة الديمقراطية ومدى احترامها في كلا البلدين .

لبنان بلد الأرز والجو البديع والطبيعة الخلابة والجبال الخضراء ، لبنان بلد الطوائف المتعددة والاعراق والاصول والاديان المختلفة والاحزاب السياسية المنظمة ، لبنان بلد الحضارة والآثار والتاريخ كل تلك الامور والمعطيات تداخلت وشكلت صورة سيئة للتفاهم السياسي في لبنان ادى إلى حروب واغتيالات والسؤال الذي يطرحه البعض وهو استدراك طبيعي لماذا يحصل كل هذا التراشق السياسي في لبنان !؟

هناك امر يجب ان نركز عليه يجري في لبنان وهو ان كل طائفة او ديانة او تيار سياسي دائما ما يود ان يبرز حجمه كتنظيم مسيطر في لبنان وتنظيم قوي وله نفوذه في لبنان وكل ذلك يتشكل من خلال الاحزاب وبعض القياديين البارزين في تلك الاحزاب او الطوائف .
على سبيل المثال : عندما تطأ قدمك في مطار رفيق الحريري وتأخذ السيارة متجها خارج المطار وعلى طريق المطار وايضا في طرق وشوارع اخرى ستلاحظ على يمين ويسار الشارع لوحات ويافطات لقادة بعض الاحزاب او بعض الرموز السياسية الحزبية وكأنك في ايام انتخابات ، فتنظر ليمينك تشاهد صورة نبيه بري تنظر ليسار الشارع تشاهد السيد حسن نصرالله ثم تكمل مسيرك وتشاهد صورة لجمبلاط وهناك تشاهد اعلان لأحد القادة المارونيين فتشعر بذلك بأنك في بلد سياسي صاخب ومدمر وليس بلد سياحي .

الحرية والديمقراطية في لبنان موجودة وفعليه فمثلا منطقة "السوليدير" خير مثال على ذلك فهذه المنطقة والتي تقع في قلب بيروت تلك المنطقة الراقية والشهيرة والتي تعج بالسياح والمقاهي والمحلات التجارية تجد فيها الكنيسة مجاورة للمسجد والمؤذن يؤذن للصلاة واجراس الكنيسة تقرع في نفس الوقت لتأدية صلاتهم فكم هو منظر جميل لاحترام الحرية وحرية الاديان في لبنان .

عموما السياسة اللبنانية قائمة على الموازنة وارضاء جميع الاطراف لذلك الدستور اللبناني وبشكل رسمي وقانوني أعطى رئاسة الجمهورية للطائفة المارونية المسيحية ورئاسة الحكومة لمسلم سني ورئاسة المجلس النيابي لمسلم شيعي ، وكل تلك الامور لم تساعد على وئد الفتنة ووئد الحروب والصراعات الحزبية والاغتيالات الدامية وتهجير اكثر من ثلث سكان لبنان إلى بقاع العالم ، هناك علامة استفهام كبيرة إذا ما الخلل في لبنان ولماذا هذا الصراع الدموي السياسي ؟

العلامة البارزة والتي تشكل وجه التشابه بين لبنان والكويت هو وضع لبنان الاقليمي ووضع الكويت الاقليمي ، لبنان كان نصيبه ان يقع بين 3 دول كل منها تدس السم في النسيج اللبناني لتبسط نفوذها داخل لبنان عن طريق الاحزاب السياسية اللبنانية وكانت النتائج هي الحروب والفتن والاغتيالات التي يتم التخطيط لها من قبل اطراف خارجية ، وايضا الكويت تقع اقليميا بين دول كبرى كل له اهدافه ومساعيه الخفية .

انتهينا ..

"ستانست يوم رديت الكويت وشفت برَيدات وهوا ونسناس شوي بارد اثاري الغطيطه والهوا الحلو اللي حطيته بالجنطه ياب نتيجه حق اهلنا بالكويت يالله لك الحمد والله لا يغير علينا"

سؤال آخر الصفحة : لماذا البلدان العربية تتأثر شعوبها وحكوماتها من التدخلات الخارجية وترضخ وبالتالي تسقط الضحية شعوب الدول العربية الفقيرة ؟

خليجنا واحد !

الطفل الصغير في مدارسنا بالكويت درس وتعلم من مراحله الابتدائية وحتى بلغ المتوسط ، لم يُدرس في كُتبنا وفي مناهجنا بأن البحر الوحيد الذي تطل عليه الكويت واللي "نطالع الله ثم انطالعه" ان هذا البحر اسمه الخليج الفارسي !! والشيء الجميل في ابناءنا هذه الايام انهم مُطلعين كثيرا على الاخبار السياسية وايضا متابعين للصحف اليومية خصوصا المانشيتات العريضة في الصفحة الاولى ، فعندما يقرأ الطفل الصغير تصريح بالخط العريض على لسان مصدر حكومي رفيع المستوى بأن الخليج العربي في الكويت له اسمين "الخليج العربي" وفي ايران يسمونه "الخليج الفارسي" يحتار هذا الطفل اين الحقيقة وهل هناك كذب ولف ودوران ، اين خليجنا واحد وشعبنا واحد !! خليجنا واحد وله اسمين !!

إن تسميت خليجنا بالخليج العربي ليس فيها افتئات أو تزوير للحقائق كما يدعي البعض من الجانب الايراني فإذا كان العرب يسمون قديماً الخليج العربي ببحر فارس، فقد كانوا يسمون أيضاً البحر الأبيض المتوسط ببحر الروم، والبحر الأحمر ببحر الحبشة، باعتبار أن بعد هذا البحر بلاد فارس وبعد ذاك البحر بلاد الروم، وبعد الأخير بلاد الحبشة.. ولكن والغريب الآن في الموضوع ان هناك ناس منا وفينا يوافقونهم الراي ويتنكرون عن تاريخهم ومكتسباتهم العربية لأسباب عديدة لا اود الدخول فيها لانها غير مجدية وغير مفيدة لبلدنا في وقتنا الحالي في ظل هذه الزوبعات التي تعصف بنا ولا نلاقي مناعه حكومية لتصديها .



للأسف اصبح المسؤولون في الدولة او من يمثلونها يتخلون حتى عن قول الحقيقة بسبب الخوف من ردة فعل الاطراف الاخرى وبالطقاق بالتاريخ وبالطقاق بالحقائق والمكتسبات الجغرافية العربية بس اهم شي لا يزعلون علينا الجماعه اللي هناك ويقومون علينا القيامة !! والسؤال اللي نوجها لسفيرنا المحترم في ايران هل انت تمثل الكويت ام تمثل نفسك ام ممثل عن الجمهورية الايرانية !! فكيف وبأي حق ومن امر لك ان تصرح للصحف والحكومة الايرانية بأنه "لا يوجد اسم آخر للخليج الفارسي، وهذه حقيقة تاريخية لا يمكن تغييرها" ما هي الحقيقة التاريخية اللي غيرناها يا سعادة السفير !! حضرتك دارس بالكويت هل درست في مدارسنا ان الخليج فارسي !! يعني مناهجنا غيرت التاريخ !! وابناءك درسو في مدارس الكويت ام في مدارس طهران !! هل في مدارسنا درسوا ابناءك ان خليجنا العربي هو فارسي ام عربي ؟



ولكن رغم ان جماعتنا "وزارة الخارجية" حاولو مدارات البعض اللي يسمي الخليج العربي بالفارسي إلا ان هذه الاخيرة لم يعجبها تصريح المصدر الحكومي الكويتي الذي قال " ليسمو خليجهم بالفارسي فنحن نسميه عربي وهم فارسي ما المشكلة " للاسف مره اخرى إعتقد المصدر الحكومي ان هذا التصريح سيكون دبلوماسي وسيكونون راضيين على تصريحه الجماعه ، ولكن ردو عليه بتصريح "صدمه" ردو عليه " اما انك لم تفهم الحقيقة، او انك لم تقرأ التاريخ جيداً " هذه هي سياستنا الخارجية تتلقى "بوكسات" تلو الاخرى لكن لا احساس ولا ردة فعل قوية ولا حتى شخصية !!

اعتقد في ناس ما عندهم مشكلة لو نغير حتى اسم شارع الخليج العربي إلى "شارع الخليج الفارسي" !!

سياستنا الخارجية " الله بالخير" !

جاء على لسان وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح هذا التصريح ( موقف سويسرا غريب ومرفوض وان ما حدث ليس ضد ليبيا وانما ضد الامتين العربية والاسلامية ) !!!!!!!

وزير الخارجية يدافع عن ليبيا لان سويسرا اعتقلت ابناء القذافي وذهبت تحقق معهم اثر اهانتهم وضربهم لاثنين من الذين يعملون لدى ابن القذافي!! بالله عليك يا وزير الخارجية اين نجد عذرا لتصريحك الذي شملت فيه الشعب الكويتي بحكومته وتهاجم فيه سويسرا !!

ثم لماذا تقحم الكويت طرفا في امر لا يعني الكويت نهائياً وتضر الكويت دبلوماسياً مع سويسرا واوروبا بشكل عام لان تصريحك كان طائفي اقحمت فيه الامه العربية و "الاسلامية" ومن اجل من !! فهل ما فعلوه ابناء القذافي بالاعتداء واهانة من يعملون لديهم هي من شيم المسلمين والعرب !! ثم هل معقول ان تنتقد سويسرا وتستنكر موقفها في اتخاذ الاجراءات القانونية وفق اطر حقوق الانسان !! "ليش" هل هم ينتظرون الكويت بلد "القانون الأعرج" ليأخذون رايها بكل حادثة اعتداء لديهم !!

هل تعلم من هي سويسرا ! هي دولة القانون والمؤسسات التي لا يتساوى فيها وتحت القانون رئيس الدولة وأصغر مواطن ! سويسرا التي صرحت يا شيخ محمد الصباح وتهاجمها هي كانت حليفه للكويت إبان الغزو العراقي على الكويت بينما القذافي كان يدعم صدام في غزوه وانت تذكر ماذا فعل القذافي في مؤتمر القمة العربية في 1990 !! فلماذا هذه المزايدات في التصريحات !!