الجمعة، 18 مايو 2012

حكومة منتخبه .. هيا نقفز للوراء !!!

  ابدأ من حيث انتهيت في مقالتي السابقه ، نعم هناك غموض حول اهداف المطالبين بالحكومة المنتخبة...!!! فهم يخططون ويدبرون ، وعلى خطى رموزهم يتطلعون ، لا تهمهم القوميه والوطنيه ولا هم يحزنون ، اهدافهم تبنى على باطل وبين ضلوعهم الغدر والطعون ، وتاريخهم لا يشفع لهم اقناع عقولنا بنظافت ايديهم وادارتهم العادله ، وايدو فكر ونهج وايديلوجيات الاغتيالات وحمل السلاح والانقلاب على انظمتهم تحت غطاء الخطاب الاسلامي . هم يتغلغلون في عروق الدولة ليتقلدو المناصب الحساسه في الحكومة ، ثم بعد ذلك تنطلق ساعة الصفر عندهم وهي "السيطرة" والتصفيه وتقليد ابناء حزبهم ومنظومتهم في المناصب الحساسه ، ليقومو بالتمرد وتطبيق الدكتاتوريه في جميع المجالات ، فإن كنت حينها تنتمي لتيار سلفي مثلاً فستلاقي اعنف القرارات الظالمه بحقك وهذا ان لم يجردوك من منصبك او هظم حقوقك واعطاءها لأتباعهم ومن ينتمي لحركة الاخوان المسلمين وبما اننا نتكلم عن الكويت فإننا نشير هنا الى ممثل الاخوان المسلمين وهم تيار "حدس" ، لذلك مطالباتهم بعيده عن التدرج وبعيده عن الاصلاح كما يزعمون ، يطالبون بحكومة شعبية وبرئيس شعبي ونحن لازلنا نعيش ثقافة العاطفة والتعصب الطائفي والفئوي ونعيش على صفيح ساخن من الفتن ، واليوم ابرز المطالبين بالحكومة الشعبية والرئيس الشعبي هم جماعة حدس التي تسلك نهج الاخوان المسلمين كفرع مهم في الكويت والابرز في منطقة الخليج بعد مصر وفلسطين وسوريا . ان تاريخ الاخوان المسلمين مليئ بالغدر والخيانات والتحالفات المشبوهه مع الغرب والشرق ، ونحتاج لعشر مقالات فقط لسرد الحقائق وكشف مؤامراتهم ، ولا يستحقون منا القدر الكبير لوضع الثقه فيهم للتصدي للفساد ولقيادة دفة الاصلاح السياسي والانصياع لمطالبهم الاصلاحيه المبيته ، واذا علمنا انهم ينحدرون من تنظيم اسلامي "اطلق" عليه التنظيم الارهابي كما جاء هذا الكلام على لسان احد اقطابهم الراحليين الشيخ محمد الغزالي اذ ذكر في احد كتبه ان "الاخوان المسلمين يستغلون الدين للوصول الى غاياتهم  واهدافهم السياسية" وابلغ افعالهم انهم يحاربون الوطنيه والقوميه بل انهم اقرب "للدكتره" والتفرد في القياده ، ناهيك ان بداياتهم جاءت وتأسست بدعم وتمويل مالي غربي لهم !! .  اليوم المطالبات اشبه بمطالبات مراهقيين سياسه تغيب عنها العقلانيه ، عموماً كما ذكرت في البداية ان المطالبين بالحكومة الشعبية واكثر من ذلك هم حدس وبعض التيارات التي تستحي ان تعلن انها تنتمي لهذا التيار ، فهم مجهولون لاهم بالليبراليين ولا هم من الوطنيين ولاهم من الشعبي ، باختصار هم متلونيين ولديهم فكر غريب ويتبعون افكار ويتبنون عقول ظلت الطريق المستقيم وذهبت بعيدا في ضياع فكري . ومع كامل احترامي لرموز واعضاء الحركة الدستورية الاسلامية في الكويت وممثلينها في البرلمان الاخوه نوابنا الكرام ، ولكن علاقتهم بالتنظيم الاخواني الأم يعتبر فرع مكمل لذلك التنظيم ، وبالتالي فإنهم يتبنون نفس الاهداف والمصالح الخاصه لهم ان تمكنو من الوصول لغاياتهم ، ومشكلتنا في الكويت ان المطالبين بالحكومة المنتخبة يتغافلون الشارع الكويتي ، ويرسمون للشارع صورة غاية في الجمال والنقاء في حال طبقت مطالبهم ، فهذا خيال واسع في عقولهم غير واقعي وبعيد عن الحقيقة ، لان القاعده الاساسيه لهذه المطالب تحتاج الى بعد امني واستراتيجي للدولة داخلياً وخارجياً ويعرض سيادة الدولة للخطر ، لان شعوبنا العربية وتحديداً في الكويت بكل صراحة غير مؤهله ولم يتم تأهيلها بالاساس لهذا التطور والقفز الى الحكومة المنتخبة ، ومما لا شك فيه ان الاصلاح مطلب شعبي لكن يحتاج لخطوة تتبعها خطوات نحو الكمال في الاصلاح السياسي ، واول ما يجب تطبيقه هو فصل السلطه القضائيه وتعديل نظام الدوائر الذي ظهرت وانكشفت اثاره جلياً من ظواهر التطرف القبلي والتطرف والتعصب الطائفي والفرز العنصري وايضا تفشي الفساد بأنواعه ، لذلك الدائره الواحده هي الجزء الاول من الخطوة الاولى ثم يليها اشهار قانون الاحزاب وتنظيم الانتخابات على اساس القوائم الانتخابية التي يخير الناخب في ترشيح الحزب الذي يفضله بناءا على برنامج عمله ، ثم بعد ذلك دعونا نرى وندرس نتائج الخطوة الاولى من الاصلاح ومدى استيعاب مصدر السلطات لهذا المشروع بشكل ايجابي ، اما المخاطره والتسرع دون التدرج في الخطوات فإنكم بذلك ستقفزون بالوطن الى الوراء وتصنعون دماراً للوطن بأيديكم .  وهنا اوجه سؤالاً للشعب الكويتي .. هل تقبلون برئيس حكومة شعبي يطبق اجندات ومبادئ حزبه الموقر عليكم وتكون الدولة تحت سيطرت هذا الحزب او ذاك ؟ ختاماً... حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه .