الأحد، 27 نوفمبر 2011

اشتدي ازمة تنفرجي ..

اشتدي ازمه تنفرجي ، هكذا وصف نأمل ان يتحقق بعد هذه الازمه المحتدمه بين الشعب والحكومة ، الصورة اليوم في الدواويين والمجالس العائليه وبالشارع السياسي متشابكه ، فتفرعت التفسيرات والتحليلات واصبح البعض يشكك بولاءات البعض ويطعن بحقيقة مصالحهم واهدافهم ، اطراف تهاجم نواب المعارضة وتتهمهم بدفع الشباب والشارع للهلاك ، واطراف تهاجم الحكومة وتتهمها بالفساد والفشل وزرع الفتن وشق وحدة الصف ، واليوم بالعاميه ضايعه الطاسه عند البعض الذين انشغلو بظاهر المشكلة ونسو الاهم وهو الكويت واقتصاد الكويت وامنها كذلك .

اليوم من باب الحياديه سأقول انه من الخطأ ان يختزل البعض وخصوصاً نواب المعارضة سوء الاوضاع في البلد من فساد ومن توقف عجلة التنميه في توجيه اصابع الاتهام على الحكومة والهجوم عليها كأنها هي السبب في عرقلة الاوضاع والمتسبب الرئيسي للاحتقان السياسي ، وايضاً من الخطأ ان يختزل بعض مؤيدي الحكومة والمستميتين بالدفاع عنها بصب جام غضبهم على نواب المعارضة وتخوين الشباب والقوى السياسيه التي تطالب بالاصلاح !!

من وجهة نظري كمواطن محايد مستقل بقناعاتي وبرأيي كمتابع للساحه السياسيه والوضع التنموي في البلد واضح بالنسبه لي ان هناك خلل في اداء السلطتين ويستوجب الوضع لإصلاح حقيقي في السلطتين التشريعيه والتنفيذيه ، اليوم عندما نتطلع للتقدم والازدهار وللحاق بالدول المجاورة التي سبقتنا بالتنميه والتطور بكل المجالات يجب ان نعترف بأن هناك خلل تنفيذي اي هناك تقصير وعجز واضح بواجبات ودور الحكومة بتنفيذها للمشاريع ، ويجب علينا ان نعترف على اقل تقدير لهذه الارض التي اعطتنا الكثير اننا لم نستغل ثرواتنا لبناء مستشفياتنا او مطارانا او جامعاتنا اوتطوير رياضتنا او اعادة تهيئة شوارعنا المزدحمه كأننا في زحمة وسط القاهرة ! ، انني مواطن اتفاجأ من وزير تصيبه وعكه صحيه لا يمكث يومين في مستشفياتنا بل يغادر للعلاج بالخارج فوراً ونسأل الوزير لماذا ذهبت للعلاج في الخارج ؟ الاجابه طبعاً معروفه لان العلاج بالكويت يعتبر "مغامره" ، اذاً لا نلوم الشعب اذا غضب على حكومته لأنه يعاني ويتأمل منذ سنوات عديده بمستشفيات عالية الجودة وجامعات محترمه والخ..

اليوم نواب مجلس الامه باعو اصواتنا مقابل مناقصاتهم ومناصب اهاليهم وهبات مختلفه ومتنوعه ، فلن نرجو منهم اي خير بعد ان انكشفت اهدافهم ومصالحهم الشخصيه ، وعود وبرامج انتخابيه "سوفوها" لأهل الكويت في ايام الانتخابات وعندما "بركو" على الكرسي الاخضر باعو حقوق ومطالب المواطنين ، وليعلم نواب مجلس الامه بمختلف خطوطهم انهم مشاركين في تدهور الوضع في البلاد لانهم خذلو الشعب وخذلو وطنهم واجياله المستقبليه بتبديد خيراته وثرواته واستغلال مناصبهم لتجيير مناقصات الحكومة ليكون لهم حصه من الكيكه من دون اي نتيجه او عائد للوطن والمواطن ...

ها هو استاد جابر يصرخ من الاهمال والعيوب الانشائيه بعد ان صرفت عليه مبالغ خياليه لانشاءه وحتى اليوم ومنذ ٨ اعوام لم يفتتح هذا الاستاد والسؤال اين محاسبة اعضاء مجلس الامه لمقاول هذا المشروع وفتح تحقيق في هذا الملف ام انهم مقيدون ام ان هناك ملفات ذات خط احمر ؟ وها هو مستشفى جابر حفره منذ سنوات بعد ان وضع صاحب السمو امير البلاد حجر الاساس فيه ولكن لسوء الادارة والاهمال لا يزال هذا المستشفى "حفره" بسبب تقاعس الدور التنفيذي للمشروع وسوء المتابعة واللامبالاة!! و جامعة الشدادية التي نسمع بها ولا نراها ولم تطؤها اقدام الطلبه عليها حتى الآن !! وناهيك عن القضايا والكوارث التي تدمي القلب عند سماعها من تلوث جون البحر من الصرف الصحي و اللحوم الفاسده وكارثة مشرف وكارثة غازات ام الهيمان وغيرها من القضايا الوطنيه التي "ولعها" الاعلام الفاسد الذي فرق بين اطياف المجتمع وادى اشق الوحده الوطنيه والفتن البغيضه وكل تلك المعطيات تعطينا الحق في جلسة مع النفس لمدة خمس دقائق وكفيله لاقتناعنا ان الوضع سيئ وخطر جداً .. هل الكويت تستاهل منا كل هذا ؟ هل الشعب الكويتي يستحق هذا الاهمال والتردي في كل شيئ ؟ اذن يجب ان نقولها بكل صدق والا نغرس رؤوسنا بالرمال كالنعام وننكر ونكابر من اجل فئه قليله او اشخاص على حساب مصلحة الوطن ودولتنا الحبيبه الكويت ، هل من عاقل يستوعب اننا في دولة غنيه نعيش على تنمية "الستينات والسبعينات" !!!؟ طبعاً لا ، ولذلك ننشد الى الاصلاح والتطور والعمل الجاد المدروس وانا على ثقه تامه بأن هناك المخلصين والحكماء الذين سيصححون مسار السفينه بالتجاه الصحيح .