السبت، 2 مارس 2013

بين حكومة ومجلس لا جديد .. على طمام المرحوم !!

علاقة الكاتب مع القلم هي اقرب إلى علاقة الإنسان بالرياضة بعد الانقطاع عن ممارستها ، إذ ان التوقف عن الكتابة والعودة لها بعد انقطاع يشعر الكاتب إلى تباعد الاحساس الفكري بين القلم و "الفكره" ، لذلك ينتابني الشعور بالكسل لـ تكوين الفكرة التي تشكل منها عنوان المقاله . اليوم وبعد عودة للكتابة على "مدونة كويديمو" بعد انقطاع شابه الخمول والمراجعة الفكرية للفترة السابقة المليئة والغنية بالأحداث السياسية ، أحاول استرجاع الافكار وما ترتب عليها بعد انقطاع ، بل وان شدة الأحداث وأهميتها على الساحة المحلية تدفعني إلى العودة ونقل زخم الأفكار والآراء المتعددة حول عدة مواضيع تشغل الرأي العام وتهم المجتمع . ما اعبر عنه في مقالي يمثل وجهة نظري المتواضعة ، فلن اقيم اداء المعارضة ، ولن اقيم اداء شباب الحراك منذ انطلاقه في انتخابات الصوت الواحد من خلال حملات المقاطعة ، بل سأقيم اداء مجلس الصوت الواحد والذي راهن عليه من يرى انه بداية الاصلاح ، وقالو ايضاً أن المجالس السابقة هي السبب في تعطيل التنمية والانجاز بسبب عدم تعاونهم مع السلطة التنفيذية ولسلكهم نهج التأزيم لكثرة الاستجوابات ، واليوم وبعد اكتمال الشهر الثالث لمجلس الصوت الواحد ، اطرح تساؤلات عده : هل من إنجاز حكومي في هذه الفترة يعكس وعودها بالانجاز وتحريك التنمية والاستقرار السياسي ؟ هل من تشريعات برلمانية إصلاحية ؟ أم ان نهج التأزيم لازال قائم بتسابق النواب على تقديم الاستجوابات ؟ هل من قانون طبقته الحكومة بجرت قلم على يد احد مسؤولينها على تاجر فاسد او متنفذ جشع تجاوز القانون ليشعر الشعب ولو على الأقل بنسبة ١٪ بأن هناك تغير يدفع للتفاؤل ؟!!! لماذا تطلب الحكومة تأجيل الاستجوابات ؟ هل هناك فرق بين هذا المجلس التأزيمي والمجالس التأزيمية السابقة ؟ هل عالج المجلس أزمة الإسكان ؟ وعلى نطاق بسيط.... هل قامت الحكومة ممثلةً عنها الهيئة العامة للشباب والرياضة من افتتاح استاد جابر ؟ هل أعادت الهيئة العامة للشباب والرياضة تأهيل أرضية ملاعب الأندية بشكل يرتقي لمستوى أرضيات ملاعب قطر والإمارات "رغم توفر الميزانية" ؟ هل حاسب مجلس الصوت واحد اين ذهبت ميزانية "الهيئة" ؟ هل عالج المجلس أزمة الصحه ؟.. تلك التساؤلات لم اجد لها إجابات تدفعني إلى التفاؤل بل على العكس زاد الإحباط والدافع إلى المزيد من الإصلاحات الجذرية ، واثبتت نتائج الصوت الواحد بضعف انتاجية مخرجات مجلس الصوت الواحد ، بل ويتفنن أعضاءها بضياع الجلسات والتسابق لتقديم الاستجوابات "الشخصانية"، وكأن بعضهم يدار بالريموت كنترول !! ، أليس هذا تأزيم ؟ أليس هذا تعطيل لمهام وخطط ومشاريع الحكومة ؟ هل هذا التعاون الذي راهنتم عليه ؟. من خلال ما ذكرت في بداية مقالي ، سأحاول تلخيص العله في بلدنا ، هي اشبه بـ فايروسا انتشر في جسد الدولة ، وقد يلائم هذا الفايروس تسميته بـ فايروس "الاهمال واللامسؤولية" ، كثير من الناس ينتقد أداء موظفين الوزارات الحكومية واهمال "البعض" منهم وغياب الإنتاجية والتفاني بالعمل وأداء مهامهم على أكمل وجه ، واتفق مع هذا الانتقاد بل وانني استنكر اهمالهم ، ولكن ثقافة الإنتاجية والإخلاص بالعمل على كافة موظفين الدولة من المواطنين لا تتم إلا اذا حرص المسؤولين في الدولة على تأدية الواجب المناط بهم والقسم الذي اقسموه والإحساس بالمسؤولية وتنفيذ المشاريع على ارض الواقع ، زرع هذه الثقافة في سلوك الانسان والمجتمع وترسيخها يبدأ بعد ان يقتدي المواطن العادي او الموظف بالحكومة بالمسؤول الكبير بالدولة ، ولكن واقع المسؤولين في البلد عكس ذلك اذ يتركز في إهمال ولا مبالاة وغياب المسؤولية الوطنية وضعف في الإنتاجية وتراجع كافة الخدمات في البلد وعدم الالتزام بالأدوار المناطة ، لذلك فإني ارى ان هذا الفايروس يعيش في نمط "الإدارة" . عزيزي المسؤول بالدولة ، انت في وظيفة تخدم فيها بلدك فتذكر انك ستقف وستحاسب يوم القيامه امام رب العالمين على واجباتك التي اهملتها ولم تؤديها بالشكل الكامل كما اقسمت على خدمة هذا الوطن ، ولم تحاسب من تجاوز وخالف القانون ، ولم تطبق رغبة سمو الأمير حفظه الله في العمل والإنجاز لكي تساهم انت في رغبة سمو الامير بتحويل الكويت الى بلد مالي واقتصادي وتطبيق مسطرة القانون . ان هذا الأمر يجعلنا نعود إلا المربع الأول الذي انهكه الفساد والعبث بمقدرات آلامه وشق صف الوحدة الوطنية ، وبمعنى أوضح .. وضعنا في البلد "على طمام المرحوم".