الاثنين، 9 أبريل 2012

حُقبة المتسلقيين ..!

بعيدا عن اروقة مجلس الامه والحكومة ، مقالي اليوم سيحاكي اقتصاد البلد والتجار الذين ترتبط تجارتهم بالسياسة ، ومن هذا المنطلق سأطرح تساؤل بسيط هو من هم تجار الكويت الذين يتسلقون على ظهر السياسة للوصول الى ثروة ضخمة بفترة وجيزة ؟ ...
يعلم الجميع وبشكل مكشوف للعيان ان هناك مجموعة من التجار الذين يستثمرون مناقصات الحكومة لتتضخم ارصدتهم البنكيه في الكويت وجنيف ، فهم مجموعة تجلس في "غرفة" تتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة ولا تتجاوز مجتمعه نصفها الآخر ، وهناك شريحة اخرى من التجار حديثي التجاره الذين استفادو من نفوذ بعض الاشخاص لتمرير مصالحهم التجارية واستثماراتهم تحت سقف المناقصات واحتكار بعض مصادر الدخل الحساسه في الدولة لهم ! .

اليوم في ظل اعتماد الدولة على المستثمرين المحليين الذين يتولوون مهام انشاء كبرى مناقصات البنية التحتيه في البلاد ، لا يوجد مقابل هذا التنفيع نتائج ايجابية في جودة البناء بل نلاحظ ان مقاوليين تلك المشاريع يأخرون انجاز تلك المشاريع من دون اي مخالفات او محاسبة من المعنيين بالأمر !!!.

اليوم هناك استثمار ايجابي وهناك استثمار سلبي والاخير هو السائد بشكل كبير على شريحة التجار والاستثمار في الكويت ، ولذلك فإننا نعاني في الكويت من تخبط واسع على مختلف الاصعده ، وهذا سببه انعدام الرؤية السليمة والواضحة وانعدام القانون والتنظيم ، لذلك اصبح الكل يستغل المال ويستثمره من اجل تجيير مصالحة واجنداته ، ويتغافل عن تقديم المصلحة العامة والاستفادة الشاملة الايجابية لذلك الاستثمار التجاري ، بمعنى ان هناك تجار اشهر من نار على علم يستغلون المال بشكل سلبي ، وبعيداً عن تجار المناقصات اتساءل لماذا ونحن نثق بعقول ابناء هذا الوطن الثرية بالإبداع غائبة عن الابداع التجاري الذي يدفع بالتطور للكويت وسمعتها العالمية من هذا الباب !!!! ، وهنا سأطرح مثال الاعلام الذي يعتبر الاكثر وضوحاً للجميع ، عندما فتح باب انشاء القنوات الخاصة تسارع البعض لفتح قنوات تلفزيونية خاصة لتكون منبر لفئه معينه او تيار سياسي معين ، بل سببت تلك القنوات التي يفترض ان تكون نافذه لتقدم الكويت وتطورها الى تراجع بل شتت ابناء الشعب الواحد ، واصبح اعلامنا الخاص التجاري مضرب امثله سلبيه مطروحه في دول الجوار التي استخدمت هذه الوسيله خير استثمار وتطور لوطنهم بل اصبح اعلامهم علم من اعلام النهضة الملحوظة والمتوازية مع خط العمران والسياحة والتطور الفكري ، اعلامنا وبكل اسف ذهب سريعاً الى السياسة وتخصص الجميع في السساسة كخط اساسي لتلك القنوات ، والسبب الرئيسي هو عدم ممارسة الاحترافية في استخدام القنوات بإيجابية ، قياساً مع حجم دولة الكويت فإن هناك كم هائل من القنوات الخاصة التجارية في الكويت وجميعها تنتهج من السياسة صورة لملاكها الرئيسيين ، دولاً اخرى لن اذكر اسمها كررنا مقارنتنا معهم مراراً وتكراراً وصلو بإعلامهم الى العالمية بفضل تخصصهم في مجال واستخدام كوادرهم خير استخدام بل تعاملو مع هذا المجال بإحترافية حتى وصلو الى ما وصلو اليه ، ونحن للأسف اعلامنا التجاري يتناحر ويغرس الخناجر في خاصرة شعبه دون ادنى مسئولية !!.

فعلاً نعيش في حقبة سيئه على جميع المستويات تزايد عدد المستلقين فيها ، والسبب الرئيسي هو غياب القوانين التي تنظم القطاعات الاعلامية في الدولة ، والتي سببت بشكل مباشر تفكك وضعف شامل للدولة فما بالك اذا استغلت اطراف خارجية ضعف التنظيم والرقابة الحكومية لأهم القطاعات في الدولة !... إما ان يستغل المستثمرين في المجال الاعلامي هذه الاداة لما يخدم الوطن والمصلحة العامه بشكل ايجابي وإما ان تغلق تلك القنوات التي تسبب في زرع الخلافات في البلد والاساءة له ...

حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه .