الاثنين، 30 أبريل 2012

الحكومة المنتخبه البداية الخاطئه .. لماذا ؟

الكويت هذا البلد الجميل الذي انصهر مجتمعه المدني مع حكامه آل الصباح منذ تأسيس الامارة حيث رغب الشعب بتنصيبهم تزكيةً حكاماً لهم منذ عام ١٧٥٢م وذلك حسب ما ذكره المؤرخون ، وتبع ذلك تطوراً مع مرور الزمن لتكون اسرة آل الصباح هي الاسرة الحاكمه لهذه الدولة الحديثة ، ذلك الامر الذي حدث لم يأتي برفع السيوف بين الشعب والقتال بل اتى بالتراضي لقيادة الدفه نحو التقدم والنجاح ، وتوالت السنوات حتى اتى حاكماً من نسل هذه الاسرة الكريمة ليضع اطاراً يحمي هذه الدولة لينظم عملها السياسي ولينقل هذه الدولة من الامارة الى دولة ذات كيان وسيادة واستقلالية كاملة وفق نظام سياسي منظم يحفظ حقوق شعبها ، واخذ هذا الاطار تحت هدف شرعي يسعى لتقدم هذا الوطن واستقلاليته ودمج الشعب وتطبيق العداله وتحميله امانة لتمثيله تحت دستور ديموقراطي يحفظ حقوق الاقليه قبل الاكثريه ويدعم التعددية والحريه لحفظ حقوق الشعب بالإضافة الى اشراكه في اتخاذ القرارات ووضع التشريعات . هي مقدمة ارتأيت ان اسردها لكم قبل الخوض في تحليل طويل يحتاج لأكثر من جزء لوضع رؤيتي نحو مطالبت فئه من الشعب بالحكومة الشعبية المنتخبه ، و موضوع مقالتي اليوم في "الجزء الاول" التي تضع تساؤلاً حول مطالبت البعض للحكومة المنتخبة ! ورغم قناعتي بأن الخلل السياسي في الكويت يحتاج الى اصلاحات وتعديلات لحل كافة مشاكلنا ، الى انني اختلف مع المطالبين بحل تلك المشاكل بالحكومة الشعبية المنتخبة ، فهل الحكومة المنتخبة ستحل تلك المشاكل ؟ ام ستقحمنا في نفق مظلم لن نجد منفذاً للخروج منه ؟ ام ستشعل شراره ستحرق الاخضر واليابس في هذا البلد الصغير فلن نجد حينها وسيله لإطفاءها ؟ ووفقاً لرؤيتي المتواضعه فإنني اشكك بنجاحها لعدة اسباب ابرزها غموض اهداف المطالبين بها ، وسعيهم لتكييف هذه المطالب مع اجنداتهم الخفِيه في ظل شعب يفتقر لثقافة الحكومة الشعبية ! ثم لماذا يلهثون خلف التطبيق الفوري للحكومة الشعبيه قبل التدرج فيها عن طريق اقرار قانون الاحزاب وتقليص عدد الدوائر الانتخابيه وتطبيق منظومة القوائم الانتخابية ، بعد ذلك دعونا نرى نتائج تلك الخطوات ومدى ايجابيتها واستيعاب الشعب لهذه الثقافة الجديدة . الاصلاح السياسي الجميع ينشد لتحقيقه ، ولكن هناك معطيات تدور في الافق تشير الى غموض في الاهداف العامه للإصلاح السياسي الذي تطالب فيه تلك الفئه ، واختلطت معها الظواهر المحيطه التي تحدث بشكل خاص حالياً في وطننا العربي والخليجي بالتحديد . هذه كانت بداية قصيره ، لمقالات لاحقه في نفس الموضوع سأكشف فيها المستور !!! تابعوني .. ختاماً.. حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه .