الأحد، 12 أغسطس 2012

امكم تحتضر ... على يديكم !!!

جفت اقلامي فلم تنقطع ، فما اسهل تجديد قلمي كل يوم بعد انقطاع ، لتسارع رياح الاحداث جفت افكاري من الحبر ، ولكن لإيماني بدور القلم اذا كان يلامس جروحنا لنكتشف علتنا ومكامن الداء الذي ينتشر في وطننا الكويت ، فدعوني اسكب حبر قلمي اليوم في "الم" مزمن نعيشه وتعيشه الكويت  .. فأقول في اول مقالة على مدونتي بعد توقف .. كان شعباً متماسكاً مترابطاً قوي الجأشِ ، صنعت منه طبيعة الحياة القاسية في كويت الماضي ما قبل النفط رجالاً بالاخلاق وبالافعال وبالاخلاص ، جالو البحار شرقاً وغرباً بحثاً عن الرزق والكسب ، وصالو وجالو في صحراء الكويت والجزيرة العربية شمالاً وجنوباً للكسب والرزق ، شعب متلاحم يلتف حول بعضه كـ عودٍ من حزمه عند الشدائد والاهوال والمصائب وفي الرخاء كرماء ودودين لبعضهم البعض ، سالت دماؤهم على تراب ارضها فداءاً للوطن والكرامه فكسبو وسام الشهادة في مراحل وازمات عديدة ، لا يرتعدون من خصمٍ يفوقهم قوة لأن رجولتهم مستمده من قوة ايمانهم بالله عز وجل وتقربهم من دينهم ، شعب كريم يتسابق على فعل الخير ومساعدت المضطرين رغم ضعف حيلتهم الا ان عزيمتهم الصلبه تخطت حدود تراب الكويت ، ضحو بأرواحهم في سبيل تراب الكويت فكانت معارك الصريف والرقعي والجهرا باختلاف مسبباتها مثالاً على الولاء والتضحية والاخلاص والتلاحم من اجل هذه الارض ، وضحو بأرواحهم فداءاً للقومية العربية التي هم جزء منها ، واختلطت دماءهم بدماء اشقائهم العرب في حروبهم عندماوقع الظلم عليهم ، لقد وقف شعب الكويت منذ قدم التاريخ بكل معاركه كالجسد الواحد اهل الباديه واهل المدن من سنه وشيعه خلف حكامهم آل الصباح ، وبعد كل تلك المشقه انعم الله على هذه الارض وشعبها بالنفط لينقل شعبها من المشقه الى الرخاء ، وتنامت ثروت الوطن ونهض الشعب وتطور العمران وتدفق المال في رصيد هذا الوطن ، ثم جاء رجال الكويت ليضعو قانونا ينظم هذه الامارة لتكون دولة تحت دستور ديموقراطي يشترك فيه الحاكم والمحكوم ، فسارت عجلت التطور في الكويت في كل جوانبها وتثبتت البنيه التحتيه في الكويت قبل كل بلدان الخليج وسبقتهم في جميع المجالات بل كانت الكويت بفضل الله ثم رجالها بلداً معطاءاً لدول الخليج ، وساهمت الكويت في بناء مدارس تعليميه في عمان والامارات وغيرها ، وبعد كل تلك النهضة في الكويت والتطور المدني والحضاري بدأت تدخل كويت الحاضر في انفاق مظلمة متتالية ما ان تجد مخرجاً لها الا وتدخل في نفق مظلم اخر والسبب هو "تغير نهج الادارة" !، فـ كويت الحاضر ما بعد الدستور وابو الدستور المغفور له بإذن الله تعالى عبدالله السالم ومن تلاه هدد امنها وزعزع استقرارها وحاول من حاول بالاعتداء على رموزها وانتهكت سيادتها وتشرد وقتل شعبها ونهبت اموالها ، زادت الاطماع على كويت الحاضر فيحاول كل "كلبٍ" ان ينهش من جسد الكويت الغاليه ، بل واصطنعت الاطماع لتكون من الداخل لنهب وتبديد ثروة البلد وخلخلة تلاحم شعبها وزعزعة امنها الداخلي واستقرارها ، كويت الحاضر انتشر فيها الفساد والسرقة واثارة الفتن والنعرات الطائفية التي تمزق الى يومنا هذا نسيج المجتمع الكويتي ، وكل تلك الامور "يدركوها المسؤولين في الدولة ومدى خطورتها " انها نهجٌ خطير اذا استمر دون معالجة واقتلاع اواصر هذا العبث من جذوره وكشف المتسببين وبعض الـ "كلاب" التي تعبث وتصول وتجول فساداً في الكويت ، لقد اصبحت الكويت وبكل اسى ومراره في اسفل الدرك في سباقها مع النهضة العمرانية والتعليمية والاقتصادية في الخليج ، كويت الحاضر سادها الفتن والنعرات الغريبة الدخيلة على قيم اهل كويت الماضي العتيق ، كويت الحاضر تُبدد ما صنعه رجالات كويت الماضي من ثروة القيم والاصاله والامانه ، وللاسف ستضيع كويت المستقبل وقد لا تأتي اذا مالم نسترجع هويتنا الحقيقية التي ربونا عليها اباؤنا ورجالات الماضي ، نحتاج هذه الايام الى صحوة وطنية تصحح اخطاء الماضي ، وصحوة يأتي بعدها محاسبة من ادخل الكويت في انفاق الظلام ، صحوة نخطط فيها ونرسم خارطة للطريق الى كويت المستقبل بلا احلام وخيالات واهيه بل الى حقيقة وواقع ، يجب ان تعود الكويت الى قوتها في كل المجالات ، واول ما يجب عليه ان يعود الى وضعه الطبيعي هو معدن الانسان الكويتي الاصيل بأخلاقه وانسانيته وكفاحه ، اننا نمر في نفق مظلم لا يعرف احد كيف سيكون خروجنا منه ، ونحن في قارب واحد حكومة وشعباً وكلنا مسؤول لما اقترفته ايدينا بانتهاك حقوق هذا الوطن وتاريخه ، الكويت تحتضر على ايادي العابثين دون علاج فمتى سنصحى ؟ والاخطاء تتزايد والعبر رسخت عبر تاريخنا ولم نتعض ، فإما ان نصحى من سباتنا وإما علينا ان نقول على الكويت السلام ... ختاماً .. حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه .