الاثنين، 29 أكتوبر 2012

يا شعب الكويت .. اقرأو التاريخ واتعضو من اجل بلدكم ؟

ابدأ مقالي بقول الشاعر ابو فراس الحمداني ..: بلادي وان جارَت عليَ عزيزةٌ .. واهلي وإن جارو عَلَيَّ كرامو  ... لاشك اننا نعيش في ازمة لم تمر على الكويت ولا الكويتيين كشعب ازمة مماثله لها من قبل من بعد الغزو العراقي الغاشم ، وانا اتابع الاحداث الحاليه عن قرب اتساءل ! اين الخلل ؟  هل الخلل في الشعب الذي تنعكس مخرجاته على نواب الامه ! ام الاعلام الذي يثير القضايا ويدس السم بالعسل ! ام في الحكومة كونها هي السلطة العامله والمنفذه كما في كل دول العالم ؟ لماذا لازال الشعب الكويتي يدفع ضرائب تلو الضرائب في عدم الاستقرار السياسي والذي ينعكس عليه في الاقتصاد والتنميه ؟ لماذا كُتب على الشعب الكويتي وحكومته عبر التاريخ ان يمر في اضطرابات ما بين تهديدات خارجية للكويت في الستينيات والسبعينيات في زمن عبدالكريم قاسم ثم تعرض الكويت لـ اعتداءات في الثمانينات كانت من قبل ارهابيين موالين للحكومة الايرانية اكتشفتهم المباحث الكويتية بعد ان قامو بتفجيرات في المقاهي والمنشآت النفطيه وانابيب النفط واختطاف طائرة الجابرية وبعد مساومات مع الحكومة الكويتية قتل الارهابيين ابرياء من ابناء الكويت ورموهم من الطائرة ، ايضا استهداف السفارة الفرنسية والامريكية وتفجير ايضا سيارة مفخخة في مطار الكويت الدولي ، ثم قامت حكومة الكويت بحل مجلس الامه عام ٨٦ بعد ممارسات نيابية مشروعة واستجوابات قدمت لوزراء الماليه والمواصلات والنفط ولم تستطع الحكومة المواجهة فقامت بتقديم استقالتها ورفع مرسوم اميري بحل مجلس الامه حل غير دستوري مع تعليق بعض مواد الدستور والخاصه بالحريات وصلاحيات مجلس الامه ، ثم دعت الى تشكيل مجلس وطني مما قوبل برفض شعبي عارم حينها لم تكترث الحكومة لصوت الشعب بل واجهتهم بالعنف والقوة والاعتقالات ، وما ان بدأ المجلس الوطني نشاطه بعد قتل ارادة الامه الكويتيه حتى جاءت الضريبه الكبرى في تاريخ الكويت هي يوم ٢ اغسطس ١٩٩٠ يوم الاعتداء والاحتلال الغاشم لدولة الكويت ، حينها كادت ان تزول شرعية الكويت لولا وقفت اهل الكويت الاوفياء خلف قيادتهم آل الصباح وتجديد البيعه لهم في مؤتمر جده رغم الازمة الشعبيه التي قوبلت بعنف من الحكومة الكويتية قبل الاحتلال بأشهر الا ان شعب الكويت التف حول قيادته وشرعيته وبايع آل الصباح حكاماً على الكويت .  اليوم وبعد كل هذا السرد التاريخي للكويت المليئ بالازمات والامواج التي تعصف بالشعب ، للاسف لم نأخذ من عبر التاريخ درسا واحدا على الاقل ، ولازال الشعب الكويتي يعاقب اشد عقاب من الحكومة بل ويئن من مطالب لم يجد لها اي تنفيذ على ارض الواقع ، اليوم الشعب الكويتي لديه العديد من المطالبات العالقه وابرز هذه المطالب تحصين مكتسباته الدستوريه وارادته من العبث ، والاصلاح السياسي الذي يتطلب تغيير نهج واسلوب الادارة والنهوض بالبلد اقتصاديا وتنمويا واستغلال ثروته واستثمارها بشكل ايجابي ينعكس على نهضة الوطن و بشكل ملموس يتواكب مع ما وصلت اليه الدول المجاورة ، واخيرا ايجاد حلول سريعه لازمة الاسكان والصحه والتعليم، وتطبيق مسطرة القانون على المتنفذ والتاجر الجشع وعلى كل من يشعل الفتن في البلاد بمسطرة واحده دون تفرقه . اعود الى مرسوم الضرورة الذي صدر من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وهو تقليص عدد اصوات الناخب الى صوت واحد فقط .. هو حق لصاحب السمو لا ينازع عليه احد ، ولن ادخل في شقه الدستوري من عدمه لكن ما اراه انه لا يستوجب الضرورة وكان بالامكان طرح المشروع على المجلس في دور الانعقاد القادم وبالتالي سيخرج المشروع من رحم الامه ، وايضا من وجهة نظري كمواطن له حق التصويت وابداء الراي ارى ان الصوت الواحد ستكون اثاره سلبيه جدا وستزيد من النفس العنصري والطائفي ولن تكون مخرجاتها بالشكل المأمول . ولكي تشكل الانتخابات انطلاقة في مسيرة الديمقراطية ولكي تعكس ارادة الناخبين والرغبة الحقيقية للشعب يجب ان توفر تمثيلا صحيحاً للمواطنين والقوى السياسية والمصالح والايديولوجيات ، وهذا يرتبط بتوزيع الدوائر الانتخابية وايضا آلية ونظام التصويت وبالإمور الاجرائية التي تتم في ظلها العملية الانتخابية ، وبالظروف التي ترافق هذه العمليات نفسها "الانتخابية" . ان الصوت الواحد تقييد لإرادة الامه وهذا ما يتعارض مع ابسط مواد الديمقراطية ، مع العلم بأن قانون الانتخابات افرز لنا على مدار ٤ سنوات او اكثر نوابا موالين للحكومة ، لم نشاهد منهم اي انجاز او دور تشريعي منهم وايضا بالمقابل تنفيذ من الحكومة ، وبعد ان اخرجت انتخابات ٢٠١٢ نوابا هم يشكلون فكر وغالبية الشعب جاء مرسوم الضرورة وهو بلا شك حق دستوري مكتسب لصاحب السمو حفضه الله ورعاه ، وكنت اتمنى شخصيا ان يكون هناك قانونا في الانتخابات يضبط عملية البذخ والانفاق المالي على الحملات الانتخابية ، فإن القدرة على دفع المال ليست معيارا للجدية !، بالاضافة الى ان المال اليوم بالانتخابات اصبح وسيلة لتشويه ارادة الناخبين وشراء ضمائرهم ، كما هو الحال في فرنسا وبريطانيا حيث وضعت قوانين يتم بموجبها ابطال "عضوية" من يتجاوز سقف الانفاق في حملته الانتخابية . ادعو اليوم لـ مقاطعة الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً ، لان اي تدخل بقانون الانتخابات يسيئ الى ارادة الامه والناخبين ، وانا كناخب في دائرتي اليوم تم تحييد من فكري وقناعاتي حول احقية اي مرشح ، بل وربما هذه الاليه "صوت واحد" ستساهم في فرز الناخبين كلا حسب قبيلته او جيرانه او مرشح من العائله ، اذا بهذا الشكل لم نحد من فكرة بعض الناخبين الذين يميلون بالتصويت لإبن اسرته او قبيلته او جاره او زميله وذهب صوته الوحيد لشخص جامله على حساب الافضل منه .. اختم مقالي بنصيحه للفئه القليله "المغيبه" التي تطعن وتهاجم الشباب الرافض للوضع العام بالبلد ، كونو نموذج ايجابي للديمقراطية الحقيقية والتي تمثل ارادة الشعب ، احترمو حرية التنافس بين القوى السياسية المختلفة ولا تتدخلو في عقول الناخبين وارادتهم ، لا تششكون في من يخالفكم الراي وتتهمون من نزل للشارع بأسلوب سلمي حضاري بأنهم انقلابيون ، من نزل للشارع هم ابناء الكويت سنه وشيعه بدو وحضر اختلطت انسجتهم وتوحدت مطالبهم ، الشباب الذي ذهب لمسيرة كرامة وطن لم يعتدي على الممتلكات العامه ولم يقم بعمليات تخريب وشغب وما شابه ، لم يقومو بتفجير سفارات او عمليات ارهابية او اختطاف او عنف او استخدام سيارات مفخخة !!! شباب كرامة وطن والجموع الغفيرة التي شاركت بالمسيرة لديها مطالب مستحقه فلم تجد الاذان الصاغيه ولا ردة فعل ايجابية من الحكومة ، لذا عبرت عن مطالبها بالمسيرة السلمية ، وهم احرص من اياً كان بأمن الكويت وحماية ممتلكاته . ختاماً .. ارفع اسمى ايات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الاضحى المبارك لمقام حضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الاحمد حفظهم الله للكويت وشعبها ذخرا وادام عليهم الصحه والعافيه ، كما اهنئ الشعب الكويتي بهذه المناسبة اعادها الله علينا وعلى الامه العربيه والاسلاميه بالخير واليمن والبركات .