الأربعاء، 14 مارس 2012

هل تقدمنا و قدمتنا ديمُقراطيتنا ؟ وماذا جنينا منها ؟

قبل الخوض فيما اذا اكتسبت الكويت فعلياً من الديمقراطية التي تعتبر الاقدم في المنطقة ، وما هي الكتسبات الحقيقية التي جنتها الكويت من تلك الديمقراطية هل هي مكتسبات اقتصادية ام فكرية ام بشرية ام تنموية ام سياسية ام تثبيتاً للمفهوم الرئيسي للديمقراطية وهو ثقافة احترام راي الاكثريه ؟

بدايةً الديمقراطية هي نظام سياسي وهي في الاصل حكم الاكثرية على الاقليه ، وهو نظام يرتب السلسلة المتعاقبه في السلطة او الحكم ، وهناك نموذج طور من الديمقراطية وهي الديمقراطية الليبرالية التي تسعى لحفظ حقوق الاقلية وذلك عن طريق تثبيت قوانين في الدستور تحفظ حق تلك الفئات الاقليه ، بمعنى ان تحافظ الديمقراطية "الليبرالية" على حقوق الاقلية من تقييد الاكثرية عليها .

بعد تلك المقدمة حول الديمقراطية كمفهوم نظامي سياسي اجتماعي ، اذكركم بالأسئلة التي اشرت اليها في مقدمة المقال ، ماذا جنينا كشعب من ديمقراطيتنا التي يضرب البعض فيها المثل ؟

اشغلت ديمقراطيتنا بال الكثيرين ، وعلى الرغم من طول فترة ممارستنا للحياة الديمقراطية الى اننا لم نتطور بها ولم نطورها !، فكانت النتيجة اننا انشغلنا بتلك الديمقراطية طوال تلك السنين ونحن "نتناحر" تحت مفهوم "الديمقراطية" ، سياسياً لم نتطور وهنا اقصد بال"سلطة" ! ، فكرياً لم نستغل ديمقراطيتنا باحترام حقوق الاقلية التي حفظ دستور الكويت حقها من خلال قوانين دستوريه ، بل اكثر من ذلك انتزعنا حقوق الديمقراطية الاصيلة في احترام راي الاكثرية عن طريق استخدام المال السياسي لقتل صوت الغالبية ، اشغلنا وقتنا كثيراً بالديمقراطية التي "نتغنى" بها ونحن ننحر مفهومها الرئيسي في احترام التعددية ونبذ الفئوية وصنعنا ديمقراطية سلبية باستخدام نفوذ البعض للسيطرة على الديمقراطية وشلها بشكل تام عن الحراك الطبيعي المعروف عنها بالأصل ، اشغلتنا هذه "البغيضه" عن تنمية بلدنا والدفع باقتصادها الذي لا يزال يرتكز على النفط الذي لن يطول في النبض ، انشغالنا بالمناحرات بين السلطتين تطور فأصبح بين النواب فتطور واصبح بين اسوار الحكومة وتطور واصبح التناحر بين الشعب واطيافه ، بل تطور هذا التناحر ووصل الى بيت الحكم وابناءه بسبب ذلك الاسلوب السلبي المستخدم من النظام "الديمقراطي الاصيل" .

الشعب هو اصل الديمقراطية وفي مفهومها اللغوي المتأصل من "حكم الشعب" ، فإن المواطن اليوم يئن من وضع بلده ويعاني ، ولم يستفد من ديمقراطية بلده الغنيه تاريخاً والفقيره على ارض الواقع ، فالمواطن يريد عنب الديمقراطية لكنه في الواقع جنا ناطورها ، لذلك الحكومة او النظام السياسي المتعاقب في الكويت جعل المواطن يشغل يومه بأحداث هامشية بمتابعة برلمان "هش" و حكومة "تغازل" رضا النواب عليها بلا انجاز ولا عمل ولا معالجة لأوضاع عديدة حساسة يتلمسها المواطن البسيط ، لذا عنوان المرحلة اليوم النواب يتصارعون والشعب يتابعون ، والحكومة ترعى هذا التناحر والتخالف وتحتضن الفساد الاخلاقي الذي يتطور اسرع من تطور المشاريع التنموية في الكويت ، ونتيجة كل ذلك ان المواطن بعد كل ذلك التاريخ الديمقراطي الكويتي لم يكسب الا "التخلف" في مختلف المجالات في بلده ، سلبية ديمقراطيتنا وتخبط نوابها وتخبط حكومتها هي سبب تراجع الكويت ..

حقيقة دائماً نكون سباقون بخلق النماذج ، ونموذج "الديمقراطية الرجعية" يجب ان يُدَرس في مختلف البلدان الرجعية و "الفاضية" والتي تعمل ليومها وليس لمستقبل وطنها ، هنيئاً لنا بهذا السبق ، فإذا كان الشعب يرضى بهكذا ديمقراطية فهنيئاً لكم بهذه الديمقراطيه "الرجعيه" ...

حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه ، ومن كره الكارهين ، وطمع الطامعين ، وحسد الحاسدين ..