الخميس، 29 أكتوبر 2009

في زاويته من بين الآراء كتب الطبطبائي


الاخ والزميل المهندس عمر الطبطبائي دائما ما يتحفنا بمقالاته ، مقالته الاخيره على جريدة الراي كانت رائعة ...

صديقي الحزين


عندما التقيته مساء ذلك اليوم كان الإحباط والحزن قد لاقياه قبلي وتمكنا منه، فتمنيت أن تكون لديّ القدرة في إزاله الغيوم السوداء التي تحوم فوقه لكني ترددت في سؤاله خوفاً من إحراجه وخوفاً من التدخل في أمور لا تعنيني.فجأة نطق بكل ألم وسألني هل شاهدت ما فعله أبناء زايد في بلاد الفراعنة؟فأجبته بالنفي وأحسست أن إجابتي مزقته من الداخل وأن غيومه بدأت تمطر عليه بشدة!فقال لي: أبناء زايد هم من رفعوا اسم الرياضة الخليجية، وهم أبطال آسيا للشباب وهم من وصلوا قبل أسابيع الى الدور الـ8 في مباريات كأس العالم للشباب. كما أضاف بأن منتخب الإمارات الشقيقة للناشئين سيشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم للناشئين قريباً. وواصل حديثه قائلاً: لقد زرعوا الاهتمام والمال برياضتهم وحصدوا هذه النتائج المشرفة، رفعوا أعلام دول مجلس التعاون الخليجي من خلال علمهم الذي رفرف شامخاً بين أعلام جميع دول العالم المشاركة في مباريات كأس العالم، أما نحن فما زلنا نتغنى بمنتخب 82.في هذه اللحظات تمنيت مقاطعته لأقول له بأن سر نجاحاتهم في شتى المجالات هو «إصرارهم» على النجاح، إصرارهم على رفع شأن بلدهم بين الدول العالمية بالطرق المشروعة، إصرارهم على تنفيع اسم بلدهم فقط لا تجارهم فقط!لكنه استطرد قائلاً: لقد انشأوا مدينة رياضية كاملة متكاملة وبها مدرسة «مانشستر يونايتد» لتدريس فنون اللعبة وتطوير أداء الجيل القادم لرفع مستوى الكرة الإماراتية، كما تم افتتاح مدرسة الأرسنال في دبي للأسباب نفسها، أما نحن فإلى الآن لم نستطع الانتهاء من إنشاء استاد جابر، ولم نستطع إعداد فرق قوية تنافس الفرق العالمية، تفكيرنا مقصور على دورة الخليج فقط وأصبح وصولنا لقبل نهائي الدورة إنجازا! لا بعد نظر، ولا تخطيط، ولا اهتمام بالرياضيين، ثم سألني هل تعلم متى كانت آخر مرة وصلنا لكأس آسيا للناشئين أو الشباب، وهل أطلعت على السيرة الذاتية لمدرب منتخبنا الأول؟ لكنه أجاب سريعاً: أتمنى بألا تعرف الأجوبة!أنهى كلامه وجعل الغيوم السوداء تحوم فوق رأسي من موجة الاحباط فتذكرت حال رياضتنا وما وصلت إليه.ولمن لا يعرف صديقي المحبط الحزين... في عام 2006 قدم صديقي دراسة كاملة عن أهمية الارتقاء بالرياضة من خلال إعادة دوري المدارس وذهب جاهداً إلى الجهات المعنية ووجد شكرا وترحيبا حيث اجتمع مع عديد من الشخصيات المؤثرة في البلد وأبدوا اهتمامهم بتبني الموضوع لكن مضت ثلاثة أعوام ولم يسمع صديقي أي خبر بخصوص الدراسة التي قدمها فأيقن أنها لاقت أخواتها من الدراسات التنموية والتربوية والصحية في درج أحد المسؤولين!