السبت، 20 مارس 2010

عَودَه من بَيروت ..


عدت إلى ارض الكويت الغالية بعد اجازة مدتها سبعة ايام انقضت في بيروت بعيدا عن الاجواء السياسية المحلية التي باعتقادي اصبحت معتادة ولا حديث سياسي في الكويت غير استجواب وصعود المنصة وتصويت على طرح الثقة ، لم تكن زيارتي الاولى للبنان ولم تكن الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة فمن تطئ قدمه على ارض بيروت طبيعي سيعشق هذه الارض لجمالها ويأتيها للمره العاشرة ، في بيروت وعندما قابلت بعض الاشقاء اللبنانيين تبادلنا الحديث حول شؤونهم السياسية المحلية والخارجية وكنا دائما ما نقارن في حديثنا بين الكويت ولبنان كنسيج طائفي وعرقي وحزبي وايضاً الحياة الديمقراطية ومدى احترامها في كلا البلدين .

لبنان بلد الأرز والجو البديع والطبيعة الخلابة والجبال الخضراء ، لبنان بلد الطوائف المتعددة والاعراق والاصول والاديان المختلفة والاحزاب السياسية المنظمة ، لبنان بلد الحضارة والآثار والتاريخ كل تلك الامور والمعطيات تداخلت وشكلت صورة سيئة للتفاهم السياسي في لبنان ادى إلى حروب واغتيالات والسؤال الذي يطرحه البعض وهو استدراك طبيعي لماذا يحصل كل هذا التراشق السياسي في لبنان !؟

هناك امر يجب ان نركز عليه يجري في لبنان وهو ان كل طائفة او ديانة او تيار سياسي دائما ما يود ان يبرز حجمه كتنظيم مسيطر في لبنان وتنظيم قوي وله نفوذه في لبنان وكل ذلك يتشكل من خلال الاحزاب وبعض القياديين البارزين في تلك الاحزاب او الطوائف .
على سبيل المثال : عندما تطأ قدمك في مطار رفيق الحريري وتأخذ السيارة متجها خارج المطار وعلى طريق المطار وايضا في طرق وشوارع اخرى ستلاحظ على يمين ويسار الشارع لوحات ويافطات لقادة بعض الاحزاب او بعض الرموز السياسية الحزبية وكأنك في ايام انتخابات ، فتنظر ليمينك تشاهد صورة نبيه بري تنظر ليسار الشارع تشاهد السيد حسن نصرالله ثم تكمل مسيرك وتشاهد صورة لجمبلاط وهناك تشاهد اعلان لأحد القادة المارونيين فتشعر بذلك بأنك في بلد سياسي صاخب ومدمر وليس بلد سياحي .

الحرية والديمقراطية في لبنان موجودة وفعليه فمثلا منطقة "السوليدير" خير مثال على ذلك فهذه المنطقة والتي تقع في قلب بيروت تلك المنطقة الراقية والشهيرة والتي تعج بالسياح والمقاهي والمحلات التجارية تجد فيها الكنيسة مجاورة للمسجد والمؤذن يؤذن للصلاة واجراس الكنيسة تقرع في نفس الوقت لتأدية صلاتهم فكم هو منظر جميل لاحترام الحرية وحرية الاديان في لبنان .
عموما السياسة اللبنانية قائمة على الموازنة وارضاء جميع الاطراف لذلك الدستور اللبناني وبشكل رسمي وقانوني أعطى رئاسة الجمهورية للطائفة المارونية المسيحية ورئاسة الحكومة لمسلم سني ورئاسة المجلس النيابي لمسلم شيعي ، وكل تلك الامور لم تساعد على وئد الفتنة ووئد الحروب والصراعات الحزبية والاغتيالات الدامية وتهجير اكثر من ثلث سكان لبنان إلى بقاع العالم ، هناك علامة استفهام كبيرة إذا ما الخلل في لبنان ولماذا هذا الصراع الدموي السياسي ؟

العلامة البارزة والتي تشكل وجه التشابه بين لبنان والكويت هو وضع لبنان الاقليمي ووضع الكويت الاقليمي ، لبنان كان نصيبه ان يقع بين 3 دول كل منها تدس السم في النسيج اللبناني لتبسط نفوذها داخل لبنان عن طريق الاحزاب السياسية اللبنانية وكانت النتائج هي الحروب والفتن والاغتيالات التي يتم التخطيط لها من قبل اطراف خارجية ، وايضا الكويت تقع اقليميا بين دول كبرى كل له اهدافه ومساعيه الخفية .

انتهينا ..

"ستانست يوم رديت الكويت وشفت برَيدات وهوا ونسناس شوي بارد اثاري الغطيطه والهوا الحلو اللي حطيته بالجنطه ياب نتيجه حق اهلنا بالكويت يالله لك الحمد والله لا يغير علينا"

سؤال آخر الصفحة : لماذا البلدان العربية تتأثر شعوبها وحكوماتها من التدخلات الخارجية وترضخ وبالتالي تسقط الضحية شعوب الدول العربية الفقيرة ؟