كلمة في الصدر قبل رمضان !

بالأمس كنا نهنئ بعضنا البعض بحلول عيد الفطر السعيد واليوم نبارك بعضنا البعض لحلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعلى الكويت حكومة وشعبا بالخير واليمن والبركات ، وان يمن على ارض الكويت بالبركه وبالاستقرار والتآلف والتلاحم بين اطياف مجتمعنا ، بصراحة اقولها "الاجواء" الرمضانية لم تعد كالسابق حالها من حال كل شيء بالكويت لم يعد كالسابق ، لا الأنفس البشرية نفس السابق ولا الأمانة ولا الصدق ولا الولاء ولا الاحترام ولا الوفاء وتحمل المسؤولية نفس السابق ، الايام والاشهر والسنوات تمضي من عمر "الكويت" لكن "احنا" لم نتغير للأفضل بل تراجعنا للأسوء بكل شيء .

اضرب مثال بسيط على تراجعنا ، وبما اننا على ابواب شهر رمضان المبارك اعتاد اهل الكويت على ممارسة تقاليد واعراف تتميز فيها كل دولة عربية اسلامية بالعالم ، اخذ العرف التقليدي بالكويت بممارسة الاطفال والشباب دون 24 سنه بالتجول في الفرجان مع الصيحات والاغاني الشعبية "يطقون" البيبان على البيوت وكل بيت يعطيهم المكسرات"الحَب" و"الحلاو" ويكون هذا في منتصف الشهر ويسمى "بالقرقيعان" وكان جدا بسيط وعلى الطبيعة الفطرية ، واليوم لا زال هذا العرف موجود لكن طريقة ممارسة القرقيعان اختلفت أصبح فيها البذخ والترف المبالغ فيه فراحت نكهت القرقيعان "اللي نعرفه" ، ايضا هناك للأسف من زايد وتطرف في اسم الدين وحاول تعكير فرحت الاطفال والشباب بمنع وتحريم القرقيعان !!

ولا انسى قبل لا اختم مقالتي بأن اذكر مثال ايضا يدل على تراجعنا ، الفن الكويتي الاصيل الكل يعرف سابقا يتميز في شهر رمضان من خلال المسلسلات الرائعة "جحا" و "السندباد البحري" و غيرها من المسلسلات الجميلة الهادفة التي يستفيد منها الصغار ويستمتع بها الكبار ، لكن اليوم نشاهد الابتذال في المسلسلات والإنحطاط في قصص المسلسلات وغياب المسؤولية واحترام اجواء الشهر الفضيل ، حتى القصص بعيدة عن واقع مجتمعنا وكذلك تشوه سمعة المجتمع الكويتي الذي وإن يكن فيه من الفساد لكن هذا امر طبيعي لا يخلوا في كل دولة بالعالم ولكن طريقة سلق الموضوع بهدف علاج السلبيات الاجتماعية بهذه الطريقة المبتذلة خطأ ، وليست المسلسلات هي العلاج بل "تزيد الطين بله" وتفتح عيون الاطفال الابرياء على امور اكبر منهم وامور بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا ، بصراحة مسلسلاتنا اصبحت قصص مكسيكية تخدش الحياء ، ناهيك عن البرامج التلفزيونية التي تبثها قنوات خاصة كويتية تشاهد فيها الرقص والهز والمهازل ، وكلهم يمثلون بنات وشباب الكويت للأسف غابت عنهم المسؤولية وحسافة "هالأشكال كويتيــــــــــن"! .