الأربعاء، 22 فبراير 2012

اسقاط القروض هل هو ازمة شعبية ام برلمانية ؟ واين دور الدولة من ذلك ؟

عنوان المقالة هو تساؤل لما يدور في اذهان الكثيرين من قضية اسقاط القروض ، والمطالبات المتكررة والملحة التي انولدت من رحم البرلمان الكويتي وليس الشارع ، استغلال النواب لقضايا شعبوية ونفخها لتضخيمها لاستغلالها خير استغلال لاسهم النواب الانتخابيه ، وبعد ان زرع النواب هذه الازمة في عقول المقترضين الذين انقسمو الى قسمين قسم يعي ما معنى اسقاط قرض ائتماني على مواطن قرر بإرادته الاقتراض من البنك وعلمه وادراكه بأن هذا القرض هو دين سيسدده مع فوائده وبالتالي فهو يرى انه حق للمقترض والدولة ، وهناك قسم اخر من المقترضين وهذا النوع قد تكون ظروف حياته اجبرته على ركوب موجة اسقاط القروض او اسقاط فوائدها على امل ان تقدم حكومة الكويت بإسقاطها وان تتحقق فعلا تلك المطالبات كما حدثت في الامارات من خلال قيام الحكومة الاماراتيه بمعالجة قروض مواطنيها لتعثرهم فعلا في السداد والدخول في ازمة ماديه .


اليوم في الكويت ونحن في ظل فائض مالي في ميزانية الدولة ، يسعى المطالبين بإسقاط القروض ان يستغل هذا الفائض في معالجة قروض المواطنين وتسديدها عنهم ، ويرمي المطالبين اعذارهم التي اعتبرها شخصيا غير منطقيه في جزء وفي جزئيه منطقيه فعلاً بأن الحكومة عجزت عن استغلال هذا الفائض في تنمية البلد وفي بناء مستشفيات محترمه وجامعات على مستوى عالي وبناء مترو وجسور وانفاق وطرقات حديثة وعلى جوده عاليه بل الحكومة عرجت الى ابشع استغلال لهذا الفائض من خلال ايداعات مليونية في ارصدة النواب وتحويلات خارجيه ودعم الاعلام الفاسد بتلك الاموال ...


وهناك تساؤلين مهمين جداً وهو ماذا فعلت الحكومة الكويتية لتحد من اقتراض المواطنين ولحمايتهم من الاقتراض ؟ التساؤل الاخر ماهي دواعي غالبية المقترضين والذين يشكلون نسبه كبيره منهم من الشرائح الاسرية ؟

للأسف لا الحكومة ولا البنوك لم يضعو حلولا ميدانيه للمقترضين ، ولم يكن على مدار كل تلك السنوات دراسات لاسباب الاقتراض او وضع ضوابط على البنوك كونها هي الممول والتي تعتبر هي المتسبب الرئيسي في فتح خزينة الاقتراض دون ادنى مسؤوليه فقط لتحقق ارباحها ومكاسبها ! الحكومة عجزت عن الحد من ارتفاع اسعار الاراضي ، والحكومة عجزت عن تنظيم الخلل في ادارة العلاج بالخارج الذي يعجز عن ابتعاث جميع المضطرين للعلاج بالخارج ، والحكومة عجزت عن توفير جامعات خاصه متنوعه في الكويت بأسعار ورسوم معقوله ، كل تلك الامور دفعت المواطنين للإقتراض والوقوع في ازمة .


اما المواطن فهو الاخر ضحية لغياب دور الحكومة لمعالجة ازمة اتجاه المواطن للاقتراض ، رب الاسرة في الكويت "الله يعينه" لانه امام نفق اما نهايته ظلام وشيخوخة مبكرة او حياة كريمة ويلعب هذا فيها الحظ والتوفيق ، كيف لرب اسرة ذو دخل راتب شهري ان يأمن منزل دائم لأسرته في ظل ارتفاع اسعار الاراضي وايضا الشقق السكنيه على اقل تقدير ، واذا ما علمنا ان متوسط اسعار الاراضي في الكويت يتراوح ما بين ال ٢٠٠ و ١٥٠ الف دك ، ولكي يشيد بيته على هذه الارض ال ٤٠٠متر يحتاج ل ١٠٠ الف دك لبنيان خاص وليس تجاري ، اذا الحكومة "حدت" المواطن الذي يعيش على راتبه الشخصي وراتب زوجته على الإقتراض لشراء ارض ويجبر على تحمل دين طويل الامد حتى "يشيخ" !! اذا اين هي الحكومة من ذلك المثال الاكثر تضررا واكثر الحاحاً على اسقاط القروض ؟ يفترض على الحكومة بدلاً من اسقاط القروض وضع حدود وضوابط على اسعار الاراضي التي يمتلكها الشركات او الافراد الذين يتلاعبون بأسعار الاراضي ، ويفترض على الحكومة دعم اسعار البنيان لتخفيض تكلفة البناء على المواطن لبناء السكن الخاص ، ومن غير المعقول ان تسير سفينة الدولة على البركه دون قوانين تضبط اسعار الاراضي وترك ضعاف النفوس من المتاجرين على حساب المواطن "الفقير" ذو الدخل المحدود !!...


ازمة القروض ضخمه واكبر من انها مجرد اسقاطها من على كاهن المواطنين وفقط ! ولن تنتهي بشراء فوائد القروض وننتهي من تلك الازمة ، وليس حلها متمثلا بمنحه للمواطنين لغرض اقفال هذا الملف المتضخم يوما بعد يوم ، اليوم نطالب المجلس بتشريع قوانين لحماية المواطنين وتأمينهم من ازمة الاقتراض وعواقبها ، ويجب على الحكومة تنفيذ مشاريع تجنب المواطنين من الاتجاه للاقتراض لاسباب تتحملها الحكومة كما ذكرت مسبقاً ، واليوم الحل الامثل لأزمة اسقاط القروض هو ليس بتسديد ديون المواطنين ، ودور الحكومة اليوم هو الاتجاه بإستغلال فوائض الدولة في بناء بنيه تحتيه محترمه ، وفي معالجة اسعار اراضي السكن الخاص ومحاسبة المتلاعبين بأسعار الاراضي ، وفي النهوض بالتنميه الحقيقيه وبناء منازل سكنيه متكامله ذو فئات مختلفه يخير فيها المتقدم للشراء حسب ميزانيته ودخله ، نحن نعيش في انعدام رؤيه واضحه للقوانين والضوابط ، وقد تكون فعلا هناك قوانين لكن لا تطبق ولم تنفذ ، اذا علينا اليوم ان نُحمل الحكومة او الدولة لتفاقم ازمة القروض وترك النواب يتلاعبون بعواطف الامه ويتكسبون من تلك القضايا التي هي فعلا ازمة حقيقية بسبب غياب الدور الحكومي وايجاد حلول ميدانيه واقعيه تحفظ حقوق المواطنين المتعثرين والذين سيتعثرون مستقبلاً في ظل تلاعب من البنوك من جهة والشركات والحكومة من جهة اخرى وتاركين "القرعه ترعه" ..


اللهم احفظ الكويت وشعبها ، اللهم ادم الامن والامان والاستقرار ، اللهم سخر لنا في هذه الحكومة الامناء المخلصيين ليكونو على قدر امنيات اميرها وشعبها ..

الاثنين، 20 فبراير 2012

الوسمي "اوقف" الاستجواب فكشف خصومهم ..!

بداية وقبل الخوض في تحليلي الشخصي حول استجواب الدكتور النائب عبيد الوسمي لسمو رئيس الوزراء الذي قدمه وتراجع عنه بعد مشاوراته مع عدد من نواب الاغلبيه وعلى رأسهم النائب مسلم البراك .

علينا الايمان بأن الاستجواب ماهو الى اداة في يد النائب فوضها له الدستور لممارسة حقه في تقديم مساءلة غليضة للمستجوب وهي حق اصيل للنائب ، ولا يجب ومن غير المعقول ان تقف البلد على رجل وحده والناس تجزع والمسؤولين يرتبكون وتعطل المشاريع والقرارات بمجرد الاعلان عن الاستجواب ! ، ولا يختلف اثنان على ان النائب د عبيد الوسمي خبيرا قانونياً شرساً من قبل ان ينصهر للمعركه السياسيه ، فالعمل السياسي يختلف عن العمل القانوني المتشعب فالعمل السياسي يتطلب قراءة سليمه للساحه وايضا تكتيكات تتطلب الهدوء والتروي في كل خطوة تقدم عليها لمواجهة خصومك ، ولأن واقعنا اليوم يحتوي على كوكبة خبيثه ومتنوعة من الخصوم المتربصين بكل تحرك من جميع الاطراف ، اذ كل طرف له خصمه وبالتالي لا تعلم من المستفيد من معركتك السياسية بمعنى ان هناك من سيتسلق على معركتك لضرب خصمه وستكون انت الخاسر الاكبر وسيفقد ملف استجوابك وزنه وستصبح محاورك هشه ، واليوم مقولة "عدو عدوي صديقي" انطبقت على عبيد الوسمي فور اعلانه عن تقديم استجوابه لسمو الشيخ جابر المبارك ، لذلك شاهدنا كيف تسابق المتسلقون من خصوم تعددت دوافعهم واجنداتهم لاستغلال هذا الاستجواب لتوجيه لكمه للرئيس .

وعلى كثرة ردود الافعال المختلفه من هنا وهناك وتباين في الاراء بين مؤيد ومعارض والفئه المتسلقه وذلك فور اعلانه تقديم الاستجواب لسمو الرئيس جابر المبارك ، ومن خلال معطيات ردود الافعال من مختلف الاطراف النيابية والكتل ، اعتقد ان هذا الاستجواب كشف لنا خطة الخصوم ، وطبق خطة كشف التسلسل لبعض المنافقين الذين يسعون لضرب خصمهم على استحياء ويتملكهم الجُبن من الصدام ، النائب عبيد الوسمي خرج من اجتماع الاغلبيه من ثم اعلن عن تقديم استجوابه مما اثار الجميع من نواب ومن متابعين سياسيين ، وهناك من يخلط الاوراق ويألف القصص والروايات بأن د عبيد الوسمي تلقى اوامر من احد الاطراف من خارج الحكومة وزودته بمعلومات تدين احد النواب بأحداث جرت ايام الانتخابات ، مما اثار د عبيد الوسمي الذي اخذ الضوء الاخضر بالادله ليعلن عن تقديم استجوابه للحكومه ، ومثل هذه التأليفات اعتدنا عليها في هذا المجتمع ونحن لدينا حرامية مقالات ومؤلفين روايات الف ليله وليله ومرتزقه .

كان توقيت استجواب د عبيد الوسمي مبكر جداً ولم يكن تحت دراسة واخذه الحماس والعصبيه وهي كانت نتيجة لردة فعل "لأمر ما"!! ، محاور استجواب تضمن امور غايه في الخطورة ستأدي لكشف العديد من المعلومات وستكشف المتواطئين والمفسدين ، ومن شدة "غباء" بعض النواب "السلق" الذين تدافعو لتأييد الوسمي باستجوابه لو قرأو محاور الاستجواب وتفاصيله لتراجعو لانه سيفضحهم ، اليوم اجمع الغالبية من النواب والمتابعين ان هذا الاستجواب حق للنائب عبيد الوسمي ولكن توقيته لم يكن موفقاً به ، وارى شخصياً بأن توقيته جاء مناسباً ليس لانه استجواب بل لانه لعبه تكتيكيه كشفت مخطط الاطراف الاخرى ومن خلفهم ، ومن يقول بأن الاستجواب "جُمد" فهو مخطأ بل الاستجواب قيد "الدراسة" لما يمكن ان تضاف عليه محاور ذات صله مستقبلاً مع العلم بأن احد محاوره قادر على الاطاحة ان لم تعالج الحكومة هذا المحور وفق مسطرة القانون .

اليوم نحن نعيش اجمل ايام الكويت الاحتفالية ، ونحن نتأمل خيرا من هذه الحكومة الجديدة بالنهوض من جديد والتعاون البناء بين السلطتين ، فإننا كشعب وكأبناء لهذه الارض يجب ان نعيد تلاحمنا من جديد بالتراحم والتسامح بين جميع فئات المجتمع واطيافه ونبذ كل جوانب الخلافات ، دعونا نحتفل جميعنا نواب بمختلف الكتل ، والشعب بمختلف اطيافه ليس لفلان او لعلان ولا لفئه او طائفه.... بل لان الكويت تستاهل .

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

من دبي الى الكويت .. ثقافه نهج !

من دبي موطن النمو والتطور والعمران المبهر ، من دبي القانون والتنظيم والنهظه والاقتصاد ، من دبي التنميه والسياحه والثقافه ، وانا اتجول في شوارع دبي في المنطقة المحاذيه لبحيرة دبي الصناعية وسط المباني الشاهقه والمناظر المريحه للنظر ، وعلى احد ارصفة تلك الشوارع شاهدت مجسم فني منحوت جذبني تصميمه وابداعه وقد زين القائمين في دبي هذه اللوحه ووضعوها في اطار جميل مليئ بالاناقه تحت اضاءه تتناسق مع موقع اللوحه على جانب الطريق ، فضولي جعلني اقترب واقرأ من الفنان المحترف المبدع الذي صمم هذه اللوحه الفنيه الرائعه ، واذا هو بفنان كويتي كتب اسمه على اللوحه واسفل الاسم كتب "كويت" ، هذا المشهد غمرني بالحزن .. لماذا؟ لان هذا المجسم الرائع لم يجد مكان له في موطنه ، ولم يجد الحظن الذي يحتوي هؤلاء المبدعين واستثمار ابداعاتهم في وطنهم ، ولم يجد عقول نيِّره تبتكر الابداع لتزيين الكويت وشوارعها لتكون معلم يعطي انطباع للمقيمين او القادمين ابداعات ابناء الكويت ، ولكن بكل اسف ابناء الكويت المبدعون فعلا يعانون من تشرد ، لأن ثقافة مسؤولين الدولة حتى الآن لم تتطور لتبحث عن الابداع والتميز فكيف لنا كشعب ان نتأمل منهم كذبة "التنمية" و بلد "مالي واقتصادي جاذب" وهم يُشَرِدون ابداعات ابناءها الذين تستثمرهم دول اخرى ليساهم في رقيها ولتزيين شوارعها!! .

هو بلا شك فخر لابناء الكويت المبدعين ، وهو فخر لاسم دولة الكويت ، ولكن هو احباط وقتل لعزيمة شعب لا يمتلك المسؤولين فيه واصحاب القرار في الدولة الثقافة العصرية كما في الدول المتقدمه ، التي تعمل على استثمار واستغلال ابسط الامور وجعل منها "تحفه"، لكن الحقيقة هي ان "ربعنا" اعتادو على ثقافة الاهمال واللا مبالاة والتنفير ، ولنا انا نتساءل اين الاقتصاديين وخبراء السياحه والتنميه في البلاد ؟ اين عقول المسؤولين في جرأة الابتكار للتطور ؟ لماذا جهد ابناء الكويت يذهب هباءا منثورا للغير ؟ لماذا تشتري دبي مثلا رسمه فنيه "حجريه" من مواطن كويتي لتزين بها شوارعها ! لانهم يحترمون الاعمال الجميله لروعتها ، لماذا لم يفكرو "ربعنا" باستثمار مثل تلك الابداعات ؟ انه الحسد لاغير ، اذاً هل هي ثقافة متحجرة في عقول المسؤولين ؟ ام هو تعمد ؟؟

ضربت لكم هذا المشهد البسيط في حجمه كمثال حقيقي لواقعنا في الكويت ، ولكم ان تقيسوه على كافة المجالات في بلدنا الكويت ، لذلك الدول التي كنا نسبقها في التطور بكافة المجالات بمراحل اليوم هي سبقتنا بسنوات عجاف ، فكيف لنا ان ننافسهم ونحن في هذه العقليه الظالمه ، وطالما كانت الثقافه لدينا تسير وفق هذا النهج اذا علينا استئصالها من جذورها لننهض بالوطن المتخلف في كل المجالات ، وعلينا الاستغناء عن هكذا مسؤولين وجلب واستثمار عقول اجنبيه تفكر وتبتكر لتقود النمو الاقتصادي في البلد الى الامام ، ولنتعلم ونستفيد منها فنحن لسنا افضل من شقيقتنا الامارات التي استثمرت عقول من الخارج ، ولسنا افضل من قطر التي استثمرت كذلك العقول الاجنبيه للتخطيط في بلادها وها هي اليوم تعمل على قدم وساق في سباق الحواجز الحضاري والتنموي .

هل يستحق الشعب الكويتي كل ذلك الاحباط ؟
لم نصنع حتى يومنا هذا اي تقدم لنا ! فكيف سنصنع مستقبل مشرق لأبناءنا ؟

خافو الله في الكويت وابناءها ..